تقنية مراقبة السائق.. خطوة متقدمة نحو القيادة الآلية رغم التحديات

تم النشر في 28 أبريل 2025

تمثل تقنيات مراقبة السائق إحدى أبرز خطوات التطور في مجال السلامة الذكية داخل المركبات الحديثة، حيث تساهم هذه الأنظمة المتقدمة في تقليل الحوادث من خلال مراقبة انتباه السائق وسلوكياته أثناء القيادة، بالاعتماد على الكاميرات وتقنيات الذكاء الاصطناعي.

نقلة نوعية في الطريق نحو القيادة الذاتية

بحسب تقرير حديث لمجلة السيارات الألمانية “أوتو جاتسيته”، فإن تقنية مراقبة السائق تُعد ركيزة مهمة في التحول الرقمي داخل عالم السيارات، كما تمثل مرحلة انتقالية أساسية بين القيادة التقليدية والقيادة الذاتية، بفضل قدرتها على تقييم حالة السائق وتولي بعض مهام المراقبة نيابة عنه.

وتعتمد الأنظمة المنتشرة حاليًا على كاميرات يتم تثبيتها داخل المقصورة الأمامية أو في مرآة الرؤية الخلفية، حيث تقوم بمسح وجه السائق بشكل دائم لرصد علامات الإرهاق أو شرود الذهن، أو أي سلوك غير طبيعي قد يشير إلى فقدان التركيز.

أمان وراحة مدمجان

ولا يقتصر دور هذه التقنية على السلامة فحسب، بل يمتد ليشمل راحة السائق، حيث تُستخدم تقنيات التعرف على الوجه في بعض الطرازات الحديثة لتحديد هوية السائق عند الدخول إلى السيارة. وبمجرد التعرف على السائق، يتم تفعيل إعدادات مخصصة تلقائيًا مثل وضعية المقاعد، زوايا المرايا، إعدادات نظام الملاحة، محطات الراديو المفضلة، وحتى الإضاءة الداخلية.

وفي بعض السيارات، أصبح الوجه بديلاً عن المفتاح، حيث يتم فتح الأبواب وتشغيل المحرك تلقائيًا بمجرد التحقق من هوية السائق.

دقة عالية حتى في الظلام

وتستند الأنظمة الحالية إلى كاميرات بالأشعة تحت الحمراء ثنائية الأبعاد تسمح بالتعرف على ملامح الوجه حتى في الظلام، بينما تستخدم بعض الأنظمة المتقدمة كاميرات ثلاثية الأبعاد مزودة بحساسات عمق، كما هو الحال في الهواتف الذكية، ما يصعّب خداع النظام عبر صور أو أقنعة.

وتخطو بعض الأنظمة خطوات أبعد، إذ تجمع بين تحليل الوجه، وتتبع حركة العين، والبيانات الحيوية مثل معدل ضربات القلب والتنفس، ما يمنحها قدرة أكبر على فهم الحالة الجسدية والنفسية للسائق.

تحديات تتعلق بالخصوصية والدقة

ورغم المزايا الكبيرة التي توفرها هذه التقنية، إلا أنها لا تخلو من التحديات. إذ أعرب خبراء عن مخاوف بشأن خصوصية البيانات، رغم تطمينات الشركات بأن معالجة البيانات تتم داخل السيارة دون نقلها إلى خوادم خارجية.

كما أن الأنظمة قد تواجه صعوبات في التعرف على السائق في حال ارتداء نظارات شمسية داكنة أو حدوث تغيرات شكلية مثل نمو لحية، ما قد يؤدي إلى ضعف في أداء النظام أو فشل في التعرف.

وبينما تواصل هذه التقنيات التطور بوتيرة متسارعة، فإن التوازن بين الراحة والخصوصية والدقة سيبقى التحدي الأكبر في طريق تبنيها على نطاق أوسع.

اضغط هنا
وبيع سيارتك فورا